الفضيل بن عياض اللص التائب عابد الحرمين
قصة اروع
من الخيال لتوبة قاطع الطريق الشهير
مولد الفضيل بن عياض
ولد
الفضيل بن عياض عام 107 هجرياً فى مدينة سمرقند ( حاليا احدة مدن دولة اوزبكستان )
، وقد دخل الاسلام مدينة سمرقند عام 87 هجريا .
قصة توبة الفضيل بن عياض
كان
الفضيل فى بداية حياته قاطع طريق شهير (لص) يقطع الطريق بين ابيورد و سرخس وله
اتباع ، وكان الفضيل يعشق احدي الجاريات وفى احدى الليالي كان يتسلق جدران المنزل
لمقابلة الجارية وسمع صوت قارئ للقران يتلوا قول الله سبحانه و تعالى
﴿أَلَمْ
يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ﴾ صدق الله
العظيم
وقد لاقى
وقع الاية اثرا عظيما فى قلب الفضيل بن عياض ، فقال ( يا رب قد اّن ) .
فرجع
واثناء سيره شعر بالارهاق ولجأ الى احد الاماكن المهجورة يقضي فيها ليلته ، واذا
بهذا المكان به بعض الاشخاص يبدوا من مظهرهم ومتاعهم انهم تجار ، وقد دعاه التجار
للطعام فى صحبتهم .
و بعد
انتهاء الطعام ، قرر التجار الرحيل الى وجهتهم الا ان احدهم قال ( ارى ان نرحل فى
الصباح فأن الفضيل بن عياض يقطع الطريق ليلا ) .
فازداد
الفضيل الماً فى قلبه ويقول انه فى تلك اللحظة قال فى سره ( أنا أسعى بالليل في
المعاصي ، وقوم من المسلمين هاهنا ، يخافوني ، وما أرى الله ساقني إليهم إلا
لأرتدع ، اللهم إني قد تبت إليك ، وجعلت توبتي مجاورة البيت
الحرام ) .
ثم انتقل
بعدها الى مكة المكرمة لمجاورة بيت الله الحرام حتى توفاه الله عام 187 هجريا .
اشهر اقوال الفضيل بن عياض
- لو كان لي دعوة مجابة لدعوتها للسلطان لأن بصلاحه تصلح الرعية .
- بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله .
- عليك بطرق الهدى ولا يضرك قلَّة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين .
- لا يبلغ العبد حقيقة الايمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله .
- إني لأعصى الله، فأعرف ذلك في خُلق حماري وخادمي .
- أكذب الناس العائد في ذنبه .
اقوال العلماء و الشيوخ عن الفضيل بن عياض
قال ابن المبارك : إن الفضيل بن
عياض صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه ، فالفضيل ممن
نفعه علمه .
قال إبراهيم بن الأشعث : ما رأيت
أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل ، كان
إذا ذكر الله ، أو ذكر عنده ، أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن ، وفاضت عيناه
، وبكى حتى يرحمه من يحضره ، وكان دائم الحزن ، شديد الفكرة ، ما رأيت رجلا يريد
الله بعلمه وعمله ، وأخذه وعطائه ، ومنعه وبذله ، وبغضه وحبه ، وخصاله كلها غيره .
كنا إذا خرجنا معه في جنازة لا يزال يعظ ، ويذكر ويبكي كأنه مودع أصحابه ، ذاهب
إلى الآخرة ، حتى يبلغ المقابر ; فيجلس مكانه بين الموتى من الحزن والبكاء ، حتى
يقوم وكأنه رجع من الآخرة يخبر عنها
مقابلة الفضيل بن عياض مع هارون الرشيد
حج امير المؤمنين هارون الرشيد فى بداية حكمه ،
واثناء وجوده بمكة المكرمة طلب مقابلة احد العلماء الثقة ليسأله عن امور الحكم (ما
لها وما عليه من واجبات فرضها الاسلام) فدله مساعده (الفضل بن ربيع) على سفيان بن
عيينة .
وذكر الفضل بن ربيع انه قرع بابه ، فقال : من ذا ؟
فقلت : أجب أمير المؤمنين ، فخرج مسرعا ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لو أرسلت إلي
أتيتك . فقال : خذ لما جئتك له ، فحدثه ساعة ، ثم قال له : عليك دين . قال : نعم .
فقال لي امير المؤمنين : اقض دينه (اى ادفع له المال) ، ولما خرجنا قال امير
المؤمنين ما أغنى عني صاحبك شيئا .. فذهبا الى اكثر من شخص وتكرر الامر مع الجميع
.
ثم اخبرت امير المؤمنين عن الفضيل بن عياض
فأتيناه ، فإذا هو قائم يصلي ، يتلو آية يرددها ، فقال : اقرع
الباب ، فقرعت ، فقال : من هذا ؟ قلت : أجب أمير المؤمنين . قال : مالي ولأمير
المؤمنين ؟ قلت : سبحان الله ! أما عليك طاعة ، فنزل ففتح الباب ، ثم ارتقى إلى
الغرفة ، فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية ، فدخلنا ، فجعلنا نجول عليه بأيدينا
فسبقت كف هارون قبلي إليه ، فقال : يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب
الله ، فقلت في نفسي : ليكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب تقي .
وقال الفضيل : ن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ، ومحمد بن كعب ، ورجاء بن حيوة ، فقال لهم : إني قد ابتليت بهذا البلاء (اى الخلافة) ،
فأشيروا علي . فعد الخلافة بلاء ، وعددتها أنت وأصحابك نعمة .
وقد قالوا لعمرو بن عبدالعزيز :-
إن أردت النجاة ، فصم الدنيا وليكن إفطارك منها
الموت .
إن أردت النجاة من عذاب الله ، فليكن كبير المسلمين
عندك أبا ، وأوسطهم أخا ، وأصغرهم ولدا ، فوقر أباك ، وأكرم أخاك ، وتحنن على ولدك .
إن أردت النجاة من عذاب الله ، فأحب للمسلمين ما
تحب لنفسك ، واكره لهم ما تكره لنفسك ، ثم مت إذا شئت .
ولما انتهى الفضل بن عياض من نصائحه لهارون الرشيد
، قال امير المؤمنين له : هذه ألف دينار خذها ، فأنفقها على عيالك ، وتقوى بها على
عبادة ربك .
فقال الفضل: سبحان الله ! أنا أدلك على طريق النجاة
، وأنت تكافئني بمثل هذا . سلمك الله ، ووفقك . ثم صمت ، فلم يكلمنا ،
فخرجنا ، فقال هارون : أبا عباس ، إذا دللتني ، فدلني على مثل هذا ، هذا سيد
المسلمين . وسمع هارون الرشيد امرأة من نساء الفضل تقول للفضل: قد ترى ما نحن فيه
من الضيق ، فلو قبلت هذا المال . فرد عليها الفضل بن عياض : إنما مثلي ومثلكم كمثل
قوم لهم بعير يأكلون من كسبه ، فلما كبر نحروه ، فأكلوا لحمه
رحم الله الفضل بن عياض التائب العابد الورع .
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق