تعرض الحجر الاسود لعديد من محاولات السرقة وقد نجح
بعضهم بالفعل فى سرقة الحجر الاسود وخلال هذا المقال سنتعرف على اهم هذه المحاولات.
ما قبل الاسلام ( حادثة عمرو بن الحارث الجرهمي )
روى انه عندما تم اخراج قبيلة "جرهم" من مكة ،
قام عمرو بن الحارث الجرهمى بانتزاع الحجر الاسود من مكانه وقام بدفنه بجوار بئر
زمزم .
الا ان العناية الالهية شاءت ان تراه امرأة من قبيلة
خزاعة وهو يسرق الحجر الاسود وقامت بأرشاد اهل مكة على مكان الحجر واعادوه الى
موضعه .
هجوم الامويين على عبدالله بن الزبير
اثناء حرب عبدالله بن الزبير ضد الخليفة الاموي بدمشق
(يزيد بن معاوية) ، تم محاصرة جيش بن الزبير داخل مكة ، وقد قام قائد الجيش الاموي
"الحصين بن النمير" برمي مكة بحجارة المنجنيق وقد تسبب ذلك فى حريق بجسم
الكعبة فتصدع الركن من الحريق ثلاث فرق ، فشده ابن الزبير بالفضة.
وقد تكرر الهجوم مرة اخري (ولكن بشكل اقسي) وكان يقود
جيش الامويين هذه المرة (الحجاج بن يوسف الثقفى) وذلك سنة 73 هـجريا ، وايضا القى
حجارة المنجنيق على الكعبة ولكن بشكل اعنف وتم اتلاف وهدم اجزاء من الكعبة المشرفة
، وقد تم اعادة البناء مرة جديدة بعد انتهاء المعركة وذلك فى عهد الخليفة الاموي (
عبدالملك بن مروان ) .
سرقة القرامطة للحجر الاسود ( الفتنة العظيمة ) عام 317 هـ
القرامطة : هى فرقة سياسية دينية من غلاة الشيعة أسسها
حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط وهو إسماعيلى العقيدة، والإسماعيلية فرق شيعية متطرفة،
سميت الإسماعيلية نسبة إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق .
كان القرامطة ذو قوة عسكرية بدوية تعتمد فى
حياتها على الغارات التى تشنها على القرى والمدن المجاورة ، وكان القرامطة من ألد
أعداء العباسيين لأن العباسيين اضطهدوا العلويين وطاردوهم فى كل مكان وقتلوا منهم
الكثير .
وكان منهم ملك البحرين عدو الله " ابوطاهر القرمطي"
، قام أبو طاهر القرمطى بغارة على مكة والناس محرمون فى يوم التروية من عام
317 هجريا وقتل ثلاثون الفا من الحجيج ، ويقال انه اقام بمكة اثنى عشر يوم قام
خلالهم بردم بئر زمزم و بسرقة كسوة الكعبة والحجر الاسود وكل غالى وثمين بالكعبة .
وقد صعد عدو الله "ابوطاهر" على عتبة الكعبة
يصيح:
أنا بالله وبالله أنا ... يخلق الخلق وأفنيهم أنا
جمع "ابن محلب" امير مكة رجاله وقابل جيش
القرامطة وعرض عليهم كل ماله ومال رجاله على ان يتركوا الحجر الاسود الا ان عدو
الله "ابوطاهر" رفض تماما ، فهاجمهم امير مكة ورجاله وقتلوا جميعا اثناء
الهجوم على جيش القرامطة .
روى انه اثناء نقل القرامطة للحجر الاسود من مكة للمدينة
تم تحميله على جمل فيسير بالصباح ويهلك على اخر النهار ، ويتكرر الامر يوميا حتى
هلك اربعون جملا فى نقل الحجر الاسود ، وعند اعادته بعد 22عام تم اعادته على جمل ضعيف
فسمن اثناء رحلة العودة .
عرض الخلفاء على القرامطة مبلغاً قدره خمسون ألف دينار
ذهبيا مقابل إرجاعهم للحجر الأسود ، لكن القرامطة رفضوا و ظلّوا يخوضون فى عنادهم .
وعندما هلك عدو الله "ابوطاهر" عام 339 هجريا مصابا بالجدري ، راسل الخليفة "المهدى العلوى الفاطمى" القرامطة لاعادة الحجر
الاسود ، وقد استجابوا لذلك واعادوه لمكة المكرمة بعد غياب 22عاما الا اربعة ايام
.
محاولة سرقة عام 363 هجريا
كان الناس فى وقت القيلولة وشدة الحر، وكان يطوف إلا رجلان
فقط ، حضر رجل غريب يسير ببطء ، حتى إذا اقترب من الحجر الأسود ، ولا يعلم ما
يريد، فأخذ معولاً ، وضرب الركن ضربة شديدة ثم رفع يديه ثانيًا يريد ضربه ، فلحقه
رجل من أهل اليمن حين رآه فطعنه طعنة عظيمة بالخنجر حتى أسقطه قتيلا فأقبل الناس من نواحى المسجد ، فإذا هو رومي جاء
من أرض الروم ، وقد جعل له مالا كثيرا على ذهاب الركن ومعه معول عظيم .
لمزيد من المعلومات عن الحجر الاسود وسبب تسميته بهذا الاسم
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق