عبد القادر حلمي الجاسوس بطل عملية الكربون الاسود
العالم عبدالقادر حلمى الذى نفذ عملية مخابراتية تاريخية على الاراضي الامريكية تحت اشراف المشير ابوغزالة والمخابرات المصرية .
من هو عبد القادر حلمي
كان ضمن العشرة الأوائل في الثانوية العامة بمصر، التحق بالكلية الفنية العسكرية وتخصص في دراسة الهندسة النووية والكيميائية ، تخرج في الكلية الفنية العسكرية المصرية في العام 1970، حاصل على المركز الأول بامتياز مع مرتبة الشرف من قسم الهندسة الكيميائية وتخصص في أنظمة الدفع الصاروخي .
حصل على الماجستير و الدكتوراة من الاكاديمية العسكرية بالاتحاد السوفيتي فى مجال تطوير انظمة الدفع الصاروخي للصواريخ الباليستية ، حيث كانت القيادة العسكرية لمصر فى ذلك الوقت مهتمة جدا بهذا المجال .
بعد العودة الى مصر تم تعيينه فى مصر بمصنع قادر للصناعات المتطورة .
بداية الدكتور عبد القادر حلمي مع المخابرات العسكرية
اختارت المخابرات الحربية المهندس عبدالقادر حلمي لزرعه فى شركات الاسلحة المتطورة الغربية ، وكان الرجل عسكريا شجاعا ومحبا لتراب مصر ، و وافق على خوض اكبر مغامرة فى حياته .
تفاصيل عملية الكربون الأسود على الاراضي الامريكية
فى اوائل الثمانينات بدأت مصر مشروع سري تاريخي لانتاج الصواريخ الباليستية (صاروخ الكوندور) بالتعاون مع العراق والارجنتين ، وكان دور العراق ينحصر فى التمويل للمشروع ، و دور الارجنتين فى امكانيات التصنيع بمصانعها المتخصصة ، وكان دور مصر جمع المعلومات واحضار التصميمات وتطوير الابحاث .
استطاع المهندس عبد القادر حلمي فك شفرة صواريخ توماهوك الأمريكية ، فأكتشف الدكتور عبدالقادر وجود أبحاث في مركز آخر تابع لقيادة سلاح الجو الأمريكي لصناعة نوع من أنابيب الكربون النانومترية حيث يجري طلائها على جسم (الطائرة أو الصاروخ) لتعمية أنظمة الرادار وتخفي أي بصمة رادارية له لتحوّل الصاروخ إلى شبح في الجو لا يمكن رصده ، وهو ما يعرف بتقنية التخفي ، كما أنها تقلل احتكاك رأس الصاروخ بالهواء بنسبة عشرين بالمائة وبالتالي ترفع مداه القتالي وتحسن دقة إصابته للهدف ، وبالتعاون مع المخابرات قام المهندس عبدالقادر بتجنيد عالم امريكي يدعى (جيمس هوفمان) الذى سهل له دخول مركز قيادة متقدم فى (هانتسفيل) مسئول عن تطوير برمجيات توجيه انظمة باترويت صائدة الصواريخ الباليستية .
وبدأت عملية ( الكربون الأسود ) للحصول علي هذه المادة وشحنها إلى معامل الأبحاث والتطوير فى مصر .
في 19 مارس 1988م قام دبلوماسي مصري يدعى محمد فؤاد بالطيران إلى واشنطن ، والتقى بالدكتور عبد القادر حلمي وقاما بشحن صندوقين سعتهما 436 رطلاً من نوع من ألياف الكربون تُدعى MX-4926 عبر سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة المصرية بقيادة عقيد يُدعى محمد عبد الله وتحت إشراف اللواء عبد الرحيم الجوهري لنقلها إلى طائرة شحن عسكري مصرية رابضة في مطار بولاية ماريلاند في 23 مارس 1988م وتكررت العملية في 25 يونيو في نفس العام .
القبض على العالم المصرى عبدالقادر حلمى
رصدت المخابرات الأمريكية مكالمة هاتفية تتحدث عن مواد لا يمكن شحنها دون رقابة صادرة من دكتور عبد القادر حلمي لضابط المخابرات حسام خيرت ، وتم القبض على العالم المصري عام 1989م ومحاكمته ، وتشير بعض الدلائل بأن هذا هو السبب الرئيسي في إقالة رئيس الجمهورية في ذلك الوقت محمد حسني مبارك للمشير أبو غزالة (وزير الدفاع) بناءاً على طلب أمريكي بضرورة إقالة المشير وايضا لان الرئيس المصرى لم يكن على علم بعملية تصنيع الصواريخ الباليستية بالارجنتين بالتعاون مع العراق ، ولم يكن مبارك على علم بعملية الكربون الأسود .
محاكمة العالم المصرى عبدالقادر حلمى
بعد القبض على العالم عبدالقادر حلمي ، تم توجيه 12 تهمة اليه منها :
· انتهاك قانون الذخائر و الأسلحة الامريكي .
· غسيل الاموال .
· تصدير مواد محظورة وتقنيات عسكرية .
نظرا لغياب المستندات التى تدينه بسبب مهارته فى التخفى ، تم الحكم على العالم بالسجن لمدة اربع سنوات فقط والأقامة الجبرية بأمريكا لمدة 25 عاماً ، كما تم القبض على زوجته وضم ابناؤه الى اسرة امريكية ومصادرة كافة اوراقه ومستنداته وممتلكاته الشخصية وامواله بالبنوك .
عاد العالم عبد القادر حلمى الى أرض الوطن مصر عام 2013 ، إلا انه فضل البعد عن الاضواء والأعلام .
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق