عملية تنظيم الفنية العسكرية عام 1974
عملية الفنية العسكرية هى حكاية أول انقلاب مسلح تقوده جماعة دينية متطرفة ضد الحكومة
تنظيم الفنية العسكرية |
بداية الحكاية - تشكيل تنظيم الفنية العسكرية
بدأت الحكاية على يد شاب فلسطيني يدعى ( صالح سرية) هو أحد مؤسسي جبهة التحرير الفلسطينية عام 1959 وكان قائدا فى جناحها العسكري ، ولد (صالح سرية) فى فلسطين عام 1936، ولكنه عاش فى العراق منذ كان عمره 12عام ، وتخرج من كلية الشريعة بالعراق ، وهناك أنضم الى جماعة الأخوان بالعراق .
صالح سرية |
حضر الى القاهرة عام 1971 بعد خلافات مع قيادات النظام الحاكم العراقي وجماعة الأخوان ، حصل (صالح سرية) على درجة الدكتوراة من جامعة عين شمس المصرية عام 1973 وكانت بعنوان (تعليم العرب فى إسرائيل) ، وحصل على منصب قيادى فى (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) ، وتعرف خلال فترة تواجده فى مصر على السيدة (زينب الغزالى) والمرشد (حسن الهضيبي) .
أدرك (صالح سرية) أن جماعة الأخوان غير قادرين على مواجهة النظام الحاكم فى مصر خلال فترة السبعينات ، ولكنه أقنع قيادات الأخوان بضرورة التحرك العسكري .
فقرر قيادات الأخوان انشاء تنظيم سري جديد يتكون من بعض شباب الأخوان وبعض شباب تنظيم الجهاد المتطرف ، فأن نجح التنظيم فى الأنقلاب العسكري كان الفضل يعود للأخوان لقيادة البلاد ، وإن فشل الأنقلاب العسكري سيقال للنظام الحاكم أنهم شباب خارج عن جماعة الأخوان وأن الجماعة لا دخل لها بتنظيم (صالح سرية) .
أفكار تنظيم الفنية العسكرية
أعتمد التنظيم الجديد على أفكار مؤسس التنظيم (صالح سرية) والتى لخصها فى كتابه (رسالة الأيمان) ، كان يتم توزيعه بين طلاب الجامعات والمرحلة الثانوية .
وتتلخص أفكار الكتاب فى الاتى :-
- الجهاد هو الطريق لإقامة الدول الإسلامية
- لا يجوز موالاة الكفار والأنظمة الكافرة ومن فعل ذلك فهو كافر
- من مات دفاعاً عن حكومة كافرة ضد من قاموا لإقامة الدولة الإسلامية فهو كافر إلا إذا كان مكرهاً فإنه يبعث على نيته
- من اشترك في حزب عقائدي غير إسلامي فهو كافر
- دار الإسلام هي التي تكون فيها كلمة الله هي العليا، ويحكم فيها بما أنزل الله، حتى لو كان كل سكانها كافرين
- دار الكفر التي تكون فيها كلمة الكفر هي العليا، ولا يحكم فيها بما أنزل الله، ولو كان كل سكانها مسلمين
- يجوز أن يكون المسلم موظفًا في الدولة الكافرة أو رئيسا لها شرط أن يوضح عقيدته وصريحًا في سعيه باستخدام السلطة إلى تحويلها إلى دولة إسلامية
- في حال وجود نظام ديمقراطي يجوز للجماعة المسلمة المشاركة انتخابًا لدخول البرلمان
خطة عملية الكلية الفنية العسكرية
تم وضح خطة العملية بواسطة (صالح سرية) و (كارم الأناضولي) طالب بالكلية .
ملخص الخطة أن يقوم التنظيم بمهاجمة الكلية الفنية العسكرية بمساعدة بعض الضباط والطلبة المواليين للتنظيم ، ثم الأستيلاء على الأسلحة الثقيلة الموجودة بالكلية لتدريب الطلبة (مدرعات و دبابات) .
ثم يقوم أفراد التنظيم بواسطة الأسلحة الثقيلة بمهاجمة مبنى الأتحاد الأشتراكي على كورنيش النيل حيث يجتمع الرئيس (أنور السادات) مع أعضاء الحزب فى وجود الوزراء وكبار قيادات الدولة ، وأقتحام المبنى و أجبار الرئيس (أنور السادات) على إذاعة بيان الأستقالة ، ثم أعتقال الرئيس وكبار قيادات الدولة ، وأعلان (صالح سرية) خليفة للبلاد .
تنفيذ عملية الكلية الفنية العسكرية
بدأ التنفيذ فى منتصف ليلة الخميس الموافق 18 أبريل من عام 1974 ، حيث توجه أفراد التنظيم الى بوابة الكلية الخلفية .
وعند ساعة الصفر المحددة ، قام بعض الطلبة الموالين للتنظيم بالسيطرة على غرفة الكهرباء وتخدير حراس البوابة الأمامية ، بينما قام افراد التنظيم بمهاجمة حراس البوابة الخلفية .
فور دوى اصوات طلقات الرصاص ، توجهت عناصر قوات الصاعقة المرابطة بالكلية بقيادة الرائد (محمد عبدالقادر) الى البوابة الخلفية وتعاملت مع المهاجمين للكلية ، استمر الاشتباك مع افراد التنظيم حتى مطلع الشمس فى الشوارع الخلفية والمباني المحيطة بالكلية الفنية العسكرية .
بعض الانباء والأخبار تشير الى وجود تسريب من داخل التنظيم عن الهجوم المحتمل على يد شخص يدعى (أحمد الرجال) أبلغ رجال الحرس الجمهوري أن هناك محاولة أنقلاب خلال ساعات إلا ان رجال الحرس الجمهوري أعتبروه مجنون و أرسلوه الى مبنى أمن الدولة .
أحكام تنظيم الفنية العسكرية
تم توجيه الأتهام فى القضية رقم 169 لسنة 74 الى 92 متهم ، على رأسهم القائد (صالح سرية) و أمراءه الاربعة طلال الأنصاري و كامل عبدالقادر و حسن هلاوى و كارم الاناضولي .
لائحة المتهمين ضمت 16 طالب بالكلية الفنية العسكرية ، عدد 49 طالب جامعى أغلبهم من كليات الهندسة والطب والصيدلة ، عدد 8 طلاب بالمرحلة الثانوية ، عدد 2 ضابط مهندس بالقوات المسلحة، عدد 2 جندى قوات مسلحة ، والباقي موظفين حكومي وأعمال حرة .
أصدرت المحكمة حكمها بالأعدام لكلا من :
صالح سرية ، طلال الأنصاري ، كارم الأناضولي
ومعاقبة عدد 49 متهم بالسجن لمدد مختلفة ، كما حكمت المحكمة بالبراءة لعدد 40متهم من بينهم أمير التنظيم (حسن هلاوى) لعدم كفاية الأدلة ، ولصغر سن البعض وعدم نضوجهم و حتى لا يجرفهم تيار الأرهاب على أيدي قادة التنظيمات الأرهابية داخل السجون .
وعند أعتماد رئيس الجمهورية (أنور السادات) لأحكام الأعدام طبقا للقانون ، أعتمد حكم الأعدام لكلام من صالح سرية و كارم الأناضولي ، بينما خفف عقوبة الأعدام للمتهم طلال الأنصاري الى الأشغال الشاقة المؤبدة .
طلال الأنصاري بعد الخروج من السجن |
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق