صفحتنا علي فيسبوك

ثورة حي بولاق التى نساها التاريخ

0

ثورة حي بولاق التى نساها التاريخ

هل سمعت من قبل عن ثورة حي بولاق ضد جيش الاحتلال الفرنسي ؟


حي بولاق


حى بولاق هو أحد احياء مدينة القاهرة ، يقع على ضفاف نهر النيل أمام جزيرة حى الزمالك ، ومعنى كلمة بولاق هو الميناء ، والبعض الاخر فسر معنى كلمة بولاق الى ( بو = الجميلة باللغة الفرنسية ، لاك = بحيرة ) اى ان معناها البحيرة الجميلة .

تكون هذا الحي من طرح النيل (الاطماء) الذى حدث عام 1771 م ، و أول من سكن هذا الحي كان (على بك الكبير) ، ثم أصبحت ميناء وملتقى لتجار القمح و الزيت والسكر والبضائع القادمة بالمراكب الشراعية عبر نهر النيل .

أهتمت الحملة الفرنسية بمنطقة بولاق وقامت بشق الطرق وترميم الجسور وتولى المهندس ( لوبيريه ) اعمال تخطيط منطقة بولاق لتمهيد الطرق لاستخدامها بمعرفة الجيش الفرنسي ، كما أقام الفرنسيين كرنتيلة (حجر صحى) بحي بولاق يحجزون به القادمين من سفر بعيد الى مدينة القاهرة لأيام معدودة للتأكد من خلوهم من الأمراض الوبائية .

وكان العصر الذهبي لحي بولاق مع بداية حكم (محمد على باشا) الذى اهتم كثيرا بحي بولاق ، الذى حول الحي لمنطقة صناعية هامة وأسس بها دار لصناعة السفن والمسابك والمطابع والمباني الحكومية .



ثورة اهالي حى بولاق ضد الحملة الفرنسية

ثورة القاهرة الثانية


لم يشارك أهالى حى بولاق فى ثورة القاهرة الاولى ضد الحملة الفرنسية فى أكتوبر 1798 م ولم يكن لهم دور بارز فى الثورة الاولى .

إلا ان أهالى حى بولاق كان لهم الدور الابرز فى ثورة القاهرة الثانية فى 20 مارس عام 1800 م ، وكانت فى تلك الفترة تدور معركة (عين شمس) بين الجيش الفرنسي بقيادة كليبر والجيش العثماني الذي ارسلته الامبراطورية العثمانية لأخراج الحملة الفرنسية من مصر.

فى صباح يوم 20 مارس عام 1800 م اندلعت معركة عين شمس وبمجرد سماع دوي المدافع ، دعى الحاج ( مصطفى البشتيلي ) من أعيان حي بولاق أهالى حي بولاق للثورة ضد الفرنسيين ، وبقيادته قام أهالى حي بولاق بمهاجمة قلعة (كامان) التى اقامها الفرنسيون فى بولاق (كوبري الليمون حاليا) ، أقام الثوار العديد من التحصينات على شاطئ نهر النيل وسيطروا على الملاجة فى نهر النيل .

عاد (كليبر) والجيش الفرنسي يوم 27 مارس عام 1800 م بعد أن هزم القوات العثمانية ، فوجد الثورة أمتدت لجميع احياء مصر القديمة ، انتظر الجيش الفرنسي حتى يوم 13 ابريل لحين وصول قوات الجنرال (بليار) من دمياط لمهاجمة حى بولاق .

حاصر الجيش الفرنسي مدينة القاهرة و قصفها بالدفعية الثقيلة ، وتعالت اصوات صراخ النساء والاطفال بالبيوت ، تدخل بعض مشايخ الازهر الشريف للتوسط بين الثوار و القوات الفرنسية .

ذهب وفد مكون من الشيخ الشرقاوي والشيخ المهدي والشيخ السرسي والشيخ الفيومي ، وقابلوا الجنرال (كليبر) ، فعرض عليهم ايقاف الحصر والمدافع مقابل انهاء الثورة ، الا ان الثوار رفضوا واعتدوا على المشايخ بالضرب واتهموهم بالعمالة لصالح الحملة الفرنسية .

بعد حصار 16 يوم للقاهرة ، فى يوم 14 ابريل قرر الجنرال (كليبر) الهجوم البري على مدينة القاهرة ، أقتحمت القوات الفرنسية المتاريس والحصون التى أنشأها الثوار ، استبسل الثوار فى المقاومة إلا أن امكانيات الجيش الفرنسي تغلبت فى النهاية فى معركة استمرت لمدة ثماني أيام ، وأقتحمت القوات الفرنسية حي بولاق وقاموا بأحراق  اغلب بيوت و وكالات حي بولاق .

فرض الجنرال (كليبر) غرامة كبيرة على أهالي حي بولاق عقابا لهم على الثورة وكانت الغرامة :-
توفير سلع غذائية للجيش الفرنسي بقيمة 300 الف ريال .
توفير 400 بندقية و 200 طبنجة للجيش الفرنسي .
وقبض الفرنسيين على قائد الثورة الحاج ( مصطفى البشتيلي ) ، و اشترطوا على اهالي بولاق ايضا قتل الحاج (مصطفى البشتيلي) وللأسف قام الاهالي بضرب (مصطفى البشتيلي) بالعصي والنبابيت حتى الموت .

فى يوم 14 يونيو 1800 قام شاب يدعى (سليمان الحلبي) مجاور بالأزهر بالانتقام لضحايا الثورة ونجح فى قتل الجنرال (كليبر) فى حديقة قصره بالازبكية .




لا يوجد تعليقات

أضف تعليق