أحمد الهوان أو جمعة الشوان
نتكلم في هذا المقال عن رجل عظيم قدم لمصر العديد من الخدمات الجليلة ، أنه رجل المخابرات المصرية، أحمد الهوان أو «جمعة الشوان» كما يعرفه أغلب المصريون بهذا الاسم ، الذي لعب دوره الفنان الكبير عادل إمام في مسلسل «دموع في عيون وقحة».
في 2 نوفمبر 2011 وري جسده الثرى وسط تجاهل رسمي لم يدرك الرجل إلا في آخر أيامه، لكن أبواب المجد تعرف بطولات «البمبوطي» أو «مطاط البحر»، الذي أمضى حياته في خدمة مصر بخداعه استخبارات العدو الإسرائيلي حتى عاد بـ«البطة السمينة» وتنهي المخابرات المصرية عمله «بناء على طلبه» بالرسالة الشهيرة الموجهة لـ«الموساد»:
«من المخابرات العامة المصرية إلى المخابرات الإسرائيلية نشكركم حسن تعاونكم معنا».
نستعرض قصة حياته من خلال 28 معلومة تتبع مشواره وبطولاته مع جهاز المخابرات المصرية :
1 ـ اسمه الحقيقي أحمد محمد عبدالرحمن الهوان، ويعرف بـ«جمعة الشوان»، نسبة إلى الاسم الذي اشتهر به عند كتابة مسلسل «دموع في عيون وقحة»، بعدما استقر مع الكاتب صالح مرسي على اسم «جمعة»، لأنه عيد في السماء والأرض، و«الشوان على وزن الهوان» لقب عائلة والدته.
2 ـ ولد بمدينة السويس في 6 أغسطس 1939، لأب صعيدي ولد في ميناء «القُصير» على البحر الأحمر، وأم من السويس، وكان ترتيبه الخامس بين 10 أطفال (7 بنات و3 ذكور).
3 ـ ألحقه والده بالكُتاب وعندما تفوق به انتظم بالمدرسة الإلزامية ثم مدرسة الأقباط ثم مدرسة فؤاد الأول، إلا أن والده طلب منه ترك الدراسة لمساعدته في محل البقالة الذي يمتلكه، وكان يكافئه بنصف قرش أو «تعريفة» يشتري به حلاوة و زلابية .
4 ـ منح والده 3 صفائح كبيرة من العملات المعدنية الأجنبية، التي وجدها في أرض فضاء، حتى يمكنه من شراء مقهى بشارع «أواريبه»، الذي كان معروضًا للبيع بـ300 جنيه، ولم يكن معه ثمنه فأعطاه المبلغ.
5 ـ عمل مع أشقاء والدته في مقاولات المراكب، خاله جابر الهوان، الذي سمّاه «أحمد الهوان»، وكان يدهن المراكب مقابل 6 قروش صاغ باليوم وارتفع لـ20 قرشًا.
6 ـ استهواه العمل بالبحر ومع «البمبوطية» حتى عمل مساعدًا للريس عتريس على فلوكة بشراع بحري، وأجاد الإنجليزية والفرنسية والإيطالية واليونانية والألمانية، التي سمعها من الأجانب العابرين لقناة السويس، وتطورت تجارته في عمله الجديد كـ«مطاط بالبحر»، الذي يبيع المنتجات على ظهر السفن الأجنبية.
7 ـ تزوج من حبه الوحيد «فاطمة» وأنجب منها ولديه «محمد ومها»، قبل أن ينفصلا بعد 17 عامًا من الزواج، بعد علمها بعلاقته بالإسرائيلية «جوجو»، التي جندها لصالح المخابرات المصرية واعتبرت ما حدث «خيانة».
8 ـ في 1967، كانت له شركتان سياحيتان إحداهما اسمها «أبوسمبل» قبل أن تحدث نكسة 5 يونيو وتهجير سكان مدن القناة إلى الدلتا، فاستأجر شقة في سوق التوفيقية بوسط القاهرة بـ150 جنيهًا شهريًا، وبعد 4 أشهر قاربت نقوده على النفاد، ونصب عليه شخص أخذ منه 600 جنيه ليدبر له شقة «تمليك» بعقد رسمي وهرب.
9 ـ عندما فقد الأمل في العودة إلى السويس وضاقت به الظروف في القاهرة تذكر قبطانًا يونانيًا كان صديقه مدينًا له بـ200 جنيه إسترليني، فسافر إلى أثينا بتذكرة سفر بالبحر بـ10 جنيهات مصرية، وعرض عليه القبطان العمل معه كضابط إداري على مركب بحري براتب 180 جنيهًا إسترلينيًا غير الحوافز، ولم يكن أمامه غير الموافقة فسافر معه إلى العديد من البلدان الأوروبية.
10 ـ تعرف على محبوبته الإسرائيلية «جوجو» خلال محاولة الموساد إغراءه بالعمل معه وأن يتولى رئاسة فرع شركة للحديد والصلب وافتتاح مكتب لها في مصر في عمارة الإيموبيليا بشارع شريف مقابل 185 ألف دولار، وأمروه بزيارة القناة ومنطقة البحيرات المرة ومعرفة ما يجري فيها حيث توجد 13 سفينة أجنبية محجوزة بسبب إغلاق القناة، بدعوى أنهم سيشترونها عندما تعرض في المزاد كخردة بعد فتح القناة.
11 ـ طوال رحلة عودته للقاهرة شك جمعة الشوان في من قابلهم لأن الأسماء يهودية، فتوجه إلى مبنى المخابرات وطلب مقابلة الرئيس جمال عبدالناصر، فحجزوه يومين، ثم ذهب إليه في بيته في منشية البكري، وسلمه الـ185 ألف دولار، وروى له ما حدث، فأرسله لرجال المخابرات الذين طلبوا منه تنفيذ توجيهات الموساد.
12 ـ كان يمد الموساد بمعلومات حقيقية لأماكن وهمية خاصة بقواعد الصواريخ، وتعلم في مدينة ليل الفرنسية الاستقبال بالراديو والحبر السري وجمع المعلومات عن الجيش والرأي العام.
13 ـ رئيسه في المخابرات كان اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية الأسبق، أو «الريس زكريا» كما لعب دوره الفنان الراحل صلاح قابيل في المسلسل، فيقوم بتنقيح المعلومات ويعطيها له ليرسلها لـ«الموساد».
14 ـ راتبه الشهري من الموساد كان 5 آلاف دولار و100 دولار عن كل رسالة بالحبر السري، والمعلومات الخاصة لها سعر خاص.
15 ـ زار تل أبيب 38 مرة خلال 11 عامًا، فترة عمله مع المخابرات المصرية، وكرمته جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية، بعد نجاحه في اجتياز اختبارات جهاز كشف الكذب على مدى 4 ساعات.
16 ـ «البطة السمينة»، اسم أطلقته المخابرات المصرية على أحدث جهاز إرسال امتلكت إسرائيل واحدًا من أصل 3 لـ4 نسخ في العالم أجمع، فاستطاع جمعة الشوان خداع الموساد وإحضار الجهاز إلى القاهرة «في توستر عيش، زائد 48 كريستالة ألماظ حر تشغل الجهاز، لأن الألماظ بيشق السماء أثناء إرسال الرسالة، فما بيبقاش ألماظ عادي، ببقى Pure».
17 ـ بعد هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر، وبعد مرور 9 أيام فقط أرسلت الموساد رسالة له تقول: «احضر للبيت فورًا»، أي تل أبيب، وعندما رفض أصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات على سفره، قائلا: «مصر إذا احتاجتك يا أحمد ضع رأسك في خدمتها ولو تحت عجلات تروماي لأن مصر أهم منا كلنا».
18 ـ عاد من تل أبيب بعد 17 يومًا من سفره وكان يخشى إعدامه، فقدم للقاهرة ومعه أحدث جهاز إرسال واستقبال او ما يعرف بـ«البطة السمينة»، القادر على إرسال الرسالة من القاهرة لتل أبيب في 6 ثوان فقط.
19 ـ عندما سأل شيمون بيريز، ضابط الموساد آنذاك، عن أهمية ذلك الجهاز قال إنه أهم من كل الموجودين بالقاعة (18 ضابطًا وفردًا)، وفي ليلة سفره زاره بيريز وأخرج الجهاز من علبته، وهي عبارة عن فرشاة مسح أحذية، وقال لضابط موساد آخر: «هل تعتقد أن مصر خالية من فرش مسح الأحذية حتى يشتريها ولا يستعملها وتدخل الحكاية على ضباط الجمارك في مطار القاهرة»، وفك الفرشاة وقام بنفسه بمسح حذاء الشوان حتى تصبح مستعملة.
20 ـ في عام 1972، أصبح لدى جمعة الشوان جواز سفر إسرائيلي باسم يعقوب منصور، سكرتير أول سفارة إسرائيل في روما، زار به 53 دولة.
21 ـ جنّد جوجو ديفيدز لصالح المخابرات، ثم قدم بها من إيطاليا إلى القاهرة، وفي الأزهر أعلنت إسلامها وصار اسمها «فاطمة الزهراء» وتزوجت وأنجبت لاحقاً ثلاثة أبناء، وتقيم في مصر، بعدما قدمت خدمات جليلة لمصر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي وعن الموساد وعن مفاعل ديمونة الذري قبل حرب 1973، وكرمتها مصر دون إعلان مكانها.
22 ـ في الساعة الـ11.15 قبل ظهر الأربعاء 22 ديسمبر سنة 1976 أرسلت المخابرات المصرية برقية موجزة للمخابرات الإسرائيلية، جاء فيها: «من المخابرات العامة المصرية إلى المخابرات الإسرائيلية، إننا نكرر شكرنا على إمدادكم لنا بأدق وأخطر أسراركم، التي كشفت لنا المزيد من عملائكم داخلياً وخارجياً وذلك على مدى سنوات، وإلى اللقاء في معارك ذهنية أخرى».
23 ـ بمجرد وصول الرسالة أطلق ضباط الموساد الستة، الذين تولوا تدريبه والإشراف عليه هناك النار على أنفسهم، وتم الكشف عنه كجاسوس مصري داخل جهاز المخابرات الإسرائيلية في 1978.
24 ـ في لقاء تليفزيوني عُرض عام 2011، قال جمعة الشوان إنه تزوج من الفنانة الراحلة سعاد حسني سرًا في عام 1969، وبعقد عرفي باتفاق الطرفين لأنه كان لديه زوجة في ذلك الوقت، ولم يكن يعلم أنها كانت مع المخابرات المصرية.
25 ـ كان يكافئه الموساد بـ50 أو 100 أو 1000 دولار على النكتة الواحدة، حيث طلبوا منه جمع نكات المصريين لتحليل مزاجهم النفسي في السنوات الست السابقة على حرب أكتوبر.
26 ـ حدثت خلافات بينه والفنان عادل إمام، الذي قدم قصته في مسلسل «دموع في عيون وقحة» بشخصية جمعة الشوان، حيث يقول: «عندما ذكرته بنفسي رد بعدم اكتراث قائلًا: (أنا الذي صنعت اسمك وشهرتك)»، ويرى الشوان أن المسلسل قدم من قصته الحقيقية 6% فقط، وإذا أعيد تقديمه سيعرض 90% على الأقل من حياته، لأن المسموح بنشره الآن كبير جدًا.
27 ـ في 2007، كان يأمل جمعة الشوان أو أحمد الهوان في تسجيل سيرته الذاتية على شريط غنائي يحكي فيه على نغمات السمسمية تجربته الوطنية ومغامراته مع الموساد الإسرائيلي، وأول خطوة قام بها كانت تسجيل مشوار حياته على 20 شريط كاسيت بواقع ٤٠ ساعة، تمهيدًا لعرضها على شاعر غنائي يدمجها في مجموعة أغنيات وطنية متصلة، يتم طرحها في ألبوم وفيديو كليب جاد تعتمد مشاهده على صور من حرب ١٩٧٣ وفرحة الانتصار
28 - توفاه الله في في 2 نوفمبر 2011 وسط تجاهل رسمي من أجهوة الدولة في تلك الفترة ، وربما نلتمس العذر للمسؤولين في تلك الفترة لأنها كانت بها اضرابات سياسية كثيرة بسبب ثورة يناير2011 .
المصدر : جريدة المصري اليوم